طيبة فاهم.. بطلة مصارعة عراقية تتحدى المستحيل وتصبح رمزاً للفتيات

طيبة فاهم.. بطلة مصارعة عراقية تتحدى المستحيل وتصبح رمزاً للفتيات
اللاعبة العراقية طيبة فاهم

أثبتت اللاعبة العراقية طيبة فاهم، أن العزيمة لا تعرف حدوداً، وأن المرأة قادرة على اقتحام أصعب الميادين، حتى تلك التي طالما ارتبطت بالرجال. 

وبرغم صغر سنها وتعدد العقبات أمامها، استطاعت أن تفرض اسمها في رياضة المصارعة محلياً ودولياً، لتصبح رمزاً للإصرار والنجاح بين الشابات العراقيات، بحسب ما ذكرت وكالة “JINHA”، اليوم الجمعة.

بدأت طيبة فاهم، وهي طالبة في المرحلة الرابعة بكلية الحقوق، مشوارها الرياضي منذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها. 

وانطلقت في عالم المصارعة الحرة بخطوات واثقة، متحدية النظرة المجتمعية التقليدية التي لا ترى في المرأة مقاتلة أو مصارعة. 

وحققت إنجازات كبيرة، منها فوزها بالمراكز الأولى في بطولات محلية ببغداد، وتوجت عام 2018 بوصفها أفضل لاعبة بالعراق. 

وفي العام التالي، خطفت الأضواء عربياً وإفريقياً بفوزها ببطولة مصر لتصبح أول امرأة عراقية تنال حزام الاحتراف في هذه الرياضة القتالية.

رحلة تتخطى الحدود

واصلت طيبة مسيرتها بثبات رغم قلة الدعم، فشاركت عام 2023 في بطولة الجزائر ونالت الميدالية البرونزية، قبل أن تتوّج عام 2025 بالميدالية الذهبية في بطولة مكرم القُرنَامي بتونس، مؤكدة أن الإرادة تتفوق على التحديات. 

تقول طيبة: "هذه الرياضة لم تكن مجرد هواية، بل كانت قدري، تسري في دمي منذ طفولتي، وحرصت على تطوير نفسي بالتدريب المستمر حتى رفعت علم بلدي عالياً في المحافل الدولية".

لم تتوقف طيبة عند المصارعة، بل انتقلت إلى رياضات أخرى كالملاكمة والكيك بوكسينغ، مبرهنة على قدرتها على التميز في مختلف الفنون القتالية. 

وتقول بفخر: "خدمت وطني ثلاث عشرة سنة، وكل إنجاز تحقق لم يأتِ بسهولة، كان ثمرة تعب وسعي مستمر".

التحدي بين العائلة والمجتمع

واجهت طيبة تحديات عديدة من البيئة المحيطة بها، فكما تقول: "العائلات تخاف على بناتها من هذه الرياضات، لكني أردت أن أثبت أن المرأة ليست أضعف من الرجل، بل قادرة على النجاح في أي ميدان تختاره".

وأضافت أن بعض أفراد المجتمع ما زالوا يستهجنون دخول المرأة ميادين ذكورية، معتبرين أن الفتاة الرياضية “مسترجلة”، لكن الحقيقة أن هذه المرأة شجاعة وطموحة وتعمل بجد لتثبت ذاتها.

أشارت طيبة إلى أن المجتمع لا يتقبل بسهولة فكرة تفوق المرأة: "ما زال بعض الرجال يقارنون أنفسهم بالنساء في محاولة لإثبات القوة، في حين أن الرجل الحقيقي لا يقارن نفسه بالمرأة، بل يدعمها". 

وتؤكد أن المرأة العراقية اليوم تقف جنباً إلى جنب مع الرجل في ميادين العمل والرياضة والفكر، وتتحمل أعباء الحياة بشجاعة مضاعفة.

غياب الدعم المؤسسي

انتقدت البطلة العراقية ضعف الدعم الموجه للرياضيات العراقيات، خاصة في الألعاب الفردية كالمصارعة والكيك بوكسينغ، مؤكدة أن الاتحادات الرياضية تعاني من الفساد الإداري وغياب الرؤية. 

وقالت بأسى: "نمتلك طاقات نسوية كبيرة في العراق، لكن هذه الطاقات تحتاج إلى احتضان ودعم حقيقي من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية".

وجهت طيبة فاهم رسالة مؤثرة لكل فتاة عراقية: "تعلمي من التجارب، واصنعي طريقك بجهدك، النجاح لا يأتي صدفة، بل يولد من رحم التحدي". 

وختمت: "نحن جيل لا يعرف التراجع، جيل يصنع أثراً ويترك بصمة. لن نتخلى عن أحلامنا مهما كانت الصعوبات، فالإصرار هو طريقنا والنجاح حقنا المشروع".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية